مقدمــة

 


تعد لغتنا العربية من أكثر لغات العالم انتشاراً، وتميزاً، وثراءً، مما جعلها تصنف عالمياً كواحدة من اللغات التي يسعى كثير من الناس إلى تعلمها وتعليمها؛ مما جعل منظمة اليونسكو عام 1948م، تعتمد اللغة العربية ثالث لغة رسمية بعد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وفي عام 1960م, تم الاعتراف رسمياً بدور اللغة العربية في جعل المحتوى العالمي أكثر تأثيراً، مما عجل بعقد المؤتمر الأول لليونسكو في اللغة العربية عام 1974م وتم اعتماد اللغة العربية ضمن اللغات العالمية التي تستخدم في المؤتمرات الدولية.

وقد عززت رؤية المملكة 2030 من دور اللغة العربية الريادي وجعلت العمق العربي أحد مرتكزاتها الأساسية التي تقوم عليها، وتأتي رؤية المملكة 2030 مستلهمة أهمية اللغة العربية في ترسيخ اللحمة الوطنية، وبناء الهوية المجتمعية الداعمة لأواصر الترابط بين فئات المجتمع، مشكلة بذلك إطاراً مرجعياً موحداً يرسخ العمق العربي ويجذر من تمكينه، ويقوي في روحه الرابطة بين أبنائه الناطقين بلسان عربي مبين.

إن علاقة اللغة العربية بالهوية الوطنية والعمق الاستراتيجي العربي والشخصية العربية الإسلامية علاقة جذرية فهي تشكل قوة فاعلة وائتلافاً وطنياً يسهم في بناء القناعات ويؤثر في تشكيل الوعي الذي يصنع الإنسان فكراً وسلوكاً وإنتاجاً.

ومن هنا كان لزاماً على المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية أن تستجيب لهذا التحول وتتناغم مع هذا التوجه الوطني وأن تولي اهتماماً خاصاً باللغة العربية وتعزز من مكانتها الاستراتيجية.
ويأتي هذا المركز مكملاً لجهود جامعة الملك عبد العزيز في خدمة اللغة العربية مؤملين أن ينهض بالعديد من الأبحاث ذات الأولوية، ويسهم في تنفيذ برامج نوعية تعزز من مكانة اللغة العربية في الجامعة والمجتمع.


آخر تحديث
2/22/2019 9:24:07 PM