|
تعد اللغة العربية مرآة تعكس فكر أهلها الناطقين
بها ومستودعاً لكل ما أنجزته الأمة من تراث، وما أبدعته من حضارة ورقي
.
وأهل اللغة – أي لغة كانت – على عاتقهم أمانة كبيرة في النهوض بها،
وحمايتها من المخاطر، والتفكير المستمر في تبليغها والإعلاء من شأنها.
ولغتنا العربية تمتاز عن سائر اللغات بأنها لغة الحضارة والثقافة على
مدار عشرات القرون، ولغة البيان المشرق الجميل والمعنى الرائع البديع
...ثم ازداد جمالها وعظم شأنها عندما اختارها الله تعالى، لتكون لغة
القرآن الخالدة ولسانه العربي المبين.
ويأتي واجب الحفاظ على لغتنا العربية من إيماننا
العميق بأنها الوعاء الذي تتشكل فيه الهوية والتي تجعل لكل مجتمع كيانه
الحضاري والقيمي والثقافي الذي يكسبه خصوصية تميزه عن سائر الهويات
الأخرى. وتنطلق مؤسساتنا التعليمية من خلال أهدافها الكبرى التي من
أهمها دعم الوعي بأهمية اللغة العربية ودورها المحوري في ترسيخ هوية
المجتمع وتماسك لحمته الوطنية.
لقد منحت رؤية المملكة ٢٠٣٠ اللغة العربية بعدًا
تنموياً حيث جعلتها ضمن أجندتها الدافعة للنمو المعرفي والفكري
والاقتصادي. واعتمادها وسيلة للتخاطب والكتابة والثقافة وذلك بهدف
ترسيخ الهوية العربية وتعزيز قواها والتحرر من التبعية اللغوية المضرة
بهوية الأمة واستقلاليتها.
ويأتي إنشاء مركز التميز البحثي في اللغة العربية بجامعة الملك
عبدالعزيز مكملًا لجهود هذه الجامعة المباركة في خدمة لغتنا العربية
والنهوض بها، ونأمل أن يحقق هذا المركز أهدافه التي وضعها وخطته التي
رسمها في ظل دعم إدارة الجامعة ممثلة في معالي مديرها الأستاذ الدكتور
/ عبدالرحمن بن عبيد اليوبي وسعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا
والبحث العلمي الأستاذ الدكتور / يوسف بن عبدالعزيز التركي اللذين كان
لهما الدور الكبير في إخراج هذا المركز لحيز الوجود مع تحفيزهما
وتشجيعهما لكل ما من شأنه خدمة لغتنا العربية وتعزيز مكانتها.
|
أ. د. عبدالرحمن بن رجاء الله السلمي
أستاذ الدراسات العليا بقسم اللغة العربية وآدابها
|
|
آخر تحديث
2/22/2019 10:28:50 PM
|
|
|